فصل: السنة الأولى من خلافة العاضد وهي سنة ست وخمسين وخمسمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الأولى من خلافة العاضد وهي سنة ست وخمسين وخمسمائة

فيها توفي محمود بن نعمة الشيخ أبو الثناء الشيرازي الشاعر المشهور‏.‏

كان أديبًا فاضلا جاء الشتاء وعندي من حوائجه سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا كيس وكن وكانون وكأس طلا مع الكباب وكسى ناعم وكسا فقال الشيرازي‏:‏ الطويل يقولون كافات الشتاء كثيرة وما هي إلا فرد كاف بلا مرا إذا صح كاف الكيس فالكل حاصل لديك وكل الصيد يوجد في الفرا ولغيره في المعنى‏:‏ الوافر وكافات الشتاء تعد سبعًا وما لي طاقة بلقاء سبع إذا ظفرت بكاف الكيس كفي ظفرت بمفرد يأتي بجمع وأما ما يشبه قول ابن سكرة فكثير‏.‏

من ذلك ما قاله ابن قزل‏:‏ البسيط عجل إلي فعندي سبعة كملت وليس فيها من اللذات إعواز طار وطبل وطنبور وطاس طلا وطفلة وطباهيج وطناز قلت‏:‏ لم يحك وفاته الشنب‏.‏

وأكثر الصفدي في المعنى فقال‏:‏ البسيط إن قدر الله لي بالعمر واجتمعت سبع فما أنا في اللذات مغبون ثمانية إن يسمح الدهر لي بها فما لي عليه بعد ذلك مطلوب مقام ومشروب ومزج ومأكل وملهى ومشموم ومال ومحبوب وللسراج الوراق في هذا المعنى أيضًا - وهو عندي أقربهم لقول ابن سكرة -‏:‏ البسيط عندي فديتك لذات ثمانية أنفي بها الحزن إن وافى وإن وردا راح وروح وريحان وريق رشا ورفرف ورياض ناعم وردا ولغيره في المعنى‏:‏ البسيط إذا بلغت من الدنيا ولذتها سبعًا فإني في اللذات سلطان خمر وخود وخاتون وخاتمها وخضرة وخلاعات وخلان وقد خرجنا عن المقصود في الاستطراد في معنى هذين البيتين‏.‏

ولنعد لما نحن بصدده‏.‏

وفيها كانت مقتلة وزير العاضد الملك الصالح طلائع بن رزيك الأرمني أبي الغارات أقام وزيرًا سبع سنين‏.‏

وقد تقدم ذكر طلائع هذا في ترجمة جماعة من خلفاء مصر‏:‏ الحافظ والفائز والعاضد وكيف كان قدومه إلى مصر وكيف قتل‏.‏

وكان ملكًا جوادًا ممدحًا شاعرًا بليغًا‏.‏

ومن شعره من جملة أبيات وكان قد خرج من الحمام فقال‏:‏ الخفيف نحن في غفلة ونوم وللمو - - ت عيون يقظانة لا تنام فقتل بعد قوله بثلاثة أيام‏.‏

ومن شعره أيضًا إلى صديق له بالشام‏:‏ البسيط أحباب قلبي إن شط المزار بكم فأنتم في صميم القلب سكان وإن رجعتم إلى الأوطان إن لكم صدورنا عوض الأوطان أوطان جاورتم غيرنا لما نأت بكم دار وأنتم لنا بالود جيران فكيف ننساكم يومًا لبعدكم عنا وأشخصكم للعين إنسان وفيها توفي القاضي الأعز أبو البركات بن أبي جرادة أخو القاضي ثقة الملك الحسن بن علي بن أبي جرادة‏.‏

كان أبو البركات هذا أمينًا على خزانة الملك العادل نور الدين الشهيد وكان فاضلا بليغًا‏.‏

كتب إلى أخيه بمصر قصيدة منها‏:‏ الطويل أحباب قلبي والذين أودهم وأشتاقهم في كل صبح وغيهب الذين ذكر الذهبي وفاتهم في الإشارة قال‏:‏ وفيها توفي أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني الحنبلي الزاهد‏.‏

والملك الصالح طلائع بن رزيك الأرمني الرافضي‏.‏

وأبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن الصابوني الخفاف‏.‏

وأبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي بن المادح‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشر ذراعًا وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثانية من خلافة العاضد وهي سنة سبع وخمسين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي الحسين بن علي بن القاسم بن المظفر قاضي القضاة أبو علي الشهرزوري قاضي الموصل‏.‏

كان عظيم الشأن عالمًا فاضلا عفيفًا رحمه الله‏.‏

وفيها توفي الشيخ الصالح الزاهد عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان بن الحكم بن مروان القدوة شرف الدين أبو الفضائل الأموي الهكاري استوطن ليلش من جبل الهكارية إلى أن مات بها في سنة ثمان وقيل سنة سبع وخمسين وخمسمائة ودفن بزاويته وقبره بها ظاهر يزار وكان فقيهًا عالمًا عابدًا فصيحًا متواضعًا حسن الأخلاق مع كثرة الهيبة والوقار وهو أحد كبار مشايخ الطريقة وأحد العلماء الأعلام فيها‏.‏

سلك في المجاهدة طريقًا صعبًا بعيدًا‏.‏

وكان القطب محيي الدين عبد القادر ينوه بذكره ويثني عليه كثيرًا وشهد له بالسلطنة يعني على الأولياء وقال‏:‏ لو كانت النبوة تنال بالمجاهدة لنالها الشيخ عدي بن مسافر‏.‏

وكان في أول أمره في الجبالا والصحارى مجردًا يأخذ نفسه بأنواع المجاهدات مدة سنين وكانت الحيات والسباع تألفه ثم عاد وسكن بزاويته‏.‏

وتلمذ له خلق كثير من الأولياء وتخرج بصحبته غير واحد من ذوي الأحوال‏.‏

وكان له كلام على لسان أهل الطريقة في توحيد البارئ عظيم‏.‏

ومناقبه كثيرة يضيق هذا المحل عن استيعابها رحمه الله‏.‏

الذين ذكرهم الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس السلمي الدمشقي‏.‏

والشيخ عدي بن مسافر الهكاري الزاهد العارف يوم عاشوراء‏.‏

وأبو المظفر هبة الله بن أحمد الشبلي القصار في سلخ العام‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشر أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏

السنة الثالثة من خلافة العاضد وهي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة‏.‏

فيها سار الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي المعروف بالشهيد إلى قتال قليج أرسلان ابن السلطان مسعود صاحب بلاد الروم ووقع له معه أمور وحروب‏.‏

وفيها ظهر شاور بن مجير السعدي وجمع جمعًا كثيرًا وقتل وزير العاضد صاحب الترجمة رزيك بن طلائع بن رزيك وتولى الوزارة عوضه‏.‏

وفيها توفي عبد المؤمن بن علي أبو محمد القيسي الكومي الذي قام بأمره محمد بن تومرت المعروف بالمهدي‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ رأيت في بعض تواريخ الغرب أن ابن تومرت كان قد ظفر بكتاب يقال له الجفر وفيه ما يكون على يده‏.‏

فأقام ابن تومرت مدة يتطلبه حتى وجده وصحبه وهو إذ ذاك غلام وكان يتفرس فيه النجابة وينشد إذا أبصره‏:‏ البسيط تكاملت فيك أوصاف خصصت بها فكلنا بك مسرور ومغتبط السن ضاحكة والكف مانحة والنفس واسعة والوجه منبسط وكان يقول ابن تومرت لأصحابه‏:‏ صاحبكم هذا غلاب الدول‏.‏

ولم يصح عنه أنه استخلفه بل راعى أصحابه في تقديمه إشارته فتم له الأمر‏.‏

وأول ما أخذ من البلاد وهران ثم تلمسان ثم فاس ثم مراكش بعد أن حاصرها أحد عشر شهرًا وذلك في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة واستوثق له الأمر وامتد ملكه إلى الغرب الأقصى والأدنى وبلاد إفريقية وتسمى أمير المؤمنين‏.‏

وقصدته الشعراء وامتدحته‏.‏

ذكر العماد الكاتب الأصبهاني في كتاب الخريدة أن الفقيه أبا عبد الله محمد بن أبي العباس لما أنشده‏:‏ البسيط أشار إليه بأن يقتصر على هذا البيت وأمر له بألف دينار‏.‏

وكانت وفاة عبد المؤمن المذكور في العشر الأخير من جمادى الآخرة وكانت مدة ولايته ثلاثًا وثلاثين سنة وأشهرًا‏.‏

والكومي المنسوب إليها هي كومية قبيلة صغيرة نازلة بساحل البحر من أعمال تلمسان‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الكريم أبو عبد الله سديد الدولة ابن الأنباري كاتب الإنشاء بديوان الخليفة‏.‏

أقام كاتبًا به نيفًا وخمسين سنة وناب في الوزارة‏.‏

وكان بينه وبين الحريري صاحب المقامات مكاتبات ومراسلات‏.‏

وفيها توفي يحيى بن سعيد النصراني البغدادي أوحد زمانه في الطب والأدب له ستون مقامة ضاهى بها مقامات الحريري وله شعر جيد‏.‏

من ذلك في الشيب‏:‏ الخفيف نفرت هند من طلائع شيبي واعترتها سآمة من وجوم هكذا عادة الشياطين ينفر - - ن إذا ما بدت رجوم النجوم الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الزاهد أبو العباس أحمد بن محمد بن قدامة‏.‏

وأبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي بهمذان‏.‏

وصاحب الغرب عبد المؤمن بن علي بن علوي القيسي التلمساني في جمادى الآخرة بمدينة سلا‏.‏

والصاحب جمال الدين محمد بن علي الأصبهاني الملقب بالجواد وزير الموصل‏.‏

الماء القديم خمس أذرع وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثماني أصابع‏.‏

السنة الرابعة من خلافة العاضد وهي سنة تسع وخمسين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي الحسن بن محمد بن الحسن الشيخ أبو المعالي الوركاني الفقيه الشافعي - ووركان‏:‏ بلد بنواحي قاشان - كان إمامًا في فنون العلوم عاش نيفًا وثمانين سنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن علي بن أبي المنصور الوزير أبو جعفر جمال الدين الأصبهاني وزير الأتابك زنكي وسيف الدين غازي وقطب الدين مودود وكان هو الحاكم على الدولة‏.‏

وكان بينه وبين زين الدين كوجك مصافاة وعهود ومواثيق‏.‏

وكانت الموصل في أيامه ملجأ لكل ملهوف‏.‏

ولم يكن في زمانه من يضاهيه ولا يقاربه في الجواد والنوال وكان كثير الصلات والصدقات بنى مسجد الخيف بمنى وغرم عليه أموالا عظيمة وجمد الحجر إلى جانب الكعبة وزخرف البيت بالذهب وبنى أبواب الحرم وشيدها ورفع أعتابها صيانة للحرم وبنى المسجد الذي على عرفة والدرج الذي فيها وأجرى الماء إلى عرفات وعمل البرك والمصانع وبنى على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سورًا وكانت الأعراب تنهبها وكان الخطيب يقول على المنبر‏:‏ اللهم صن من صان حرم حريم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكانت صدقاته تسير إلى المشرق والمغرب رحمه الله تعالى‏.‏

وفيها توفي أبو الفرج عبد الله بن أسعد بن علي بن عيسى الموصلي المعروف بابن الدهان وبالحمصي أيضًا الفقيه الشافعي المنعوت بالمهذب الشاعر المشهور‏.‏

كان فصيحًا فقيهًا فاضلا أديبًا شاعرًا غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد ورحل البلاد ومدح بمصر الوزير الصالح طلائع بن رزيك وغيره‏.‏

ومن شعره في غلام لسبته نحلة في شفته‏:‏ الرمل بأبي من لسبته نحلة آلمت أكرم شيء وأجل أثرت لسبتها في شفة ما براها الله إلا للقبل حسبت أن بفيه بيتها إذ رأت ريقته مثل العسل ومن شعره أيضًا‏:‏ الكامل قالوا سلا صدقوا عن الس - - لوان ليس عن الحبيب قالوا فلم ترك الزيا - - رة قلت من خوف الرقيب قالوا فكيف يعيش مع هذا فقلت من العجيب الذين ذكر الذهبي أوفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ فيها توفي أبو سعد عبد الوهاب بن الحسن الكرماني آخر من روى عن ابن خلف وغيره‏.‏

والسيد أبو الحسن علي بن حمزة العلوي الموسوي بهراة وكان مسندها وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

وأبو الخير محمد بن أحمد بن محمد الباغبان‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثماني أذرع وثماني أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏

وزاد بعد طلوع السماك بعدة أيام‏.‏

السنة الخامسة من خلافة العاضد وهي سنة ستين وخمسمائة‏.‏

فيها فتح الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي الشهيد بانياس عنوة وكان معه أخوه نصرة الدين فأصابه سهم فأذهب إحدى عينيه فقال له أخوه نور الدين‏:‏ لو كشف عما أعد لك من الأجر لتمنيت ذهاب الأخرى فحمد الله على ذلك‏.‏

وفيها فوض الملك العادل شحنكية دمشق إلى صلاح الدين يوسف بن أيوب فأظهر صلاح الدين السياسة وهذب الأمور وذلك في حياة والده وعمه أسد الدين شيركوه‏.‏

وفيها توفي أمير أميران نصرة الدين بن زنكي بن آق سنقر التركي أخو الملك العادل نور الدين المقدم ذكره في ذهاب عينه في فتح بانياس‏.‏

وكان أميرًا شجاعًا مقدامًا عزيزًا على أخيه نور الدين محمود وعظم مصابه عليه رحمه الله‏.‏

وفيها توفي حسان بن تميم بن نصر الشيخ أبو الندى الدمشقي المحدث سمع الحديث وحج ومات في شهر رجب ودفن بمقبرة باب الفراديس‏.‏

وفيها توفي الشيخ المعتقد محمد بن إبراهيم الكيزاني أبو عبد الله الواعظ المصري‏.‏

قيل إنه كان يقول‏:‏ إن أفعال العباد قديمة‏.‏

ولما مات دفن عند قبر الإمام الشافعي بالقرافة الصغرى واستمر هناك إلى أن نبشه الشيخ نجم الدين الخبوشاني في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وأخرجه فدفن بمكان آخر في القرافة‏.‏

وقبره معروف يقصد للزيارة‏.‏

قيل إن الخبوشاني لما أراد نبشه قال‏:‏ لا يتفق مجاورة زنديق إلى صديق ثم نبشه‏.‏

قال صاحب المرآة وغيره‏:‏ كان يعني الكيزاني زاهدًا عابدًا قنوعًا من الدنيا باليسير‏.‏

وله شعر جيد وديوانه مشهور‏.‏

ومن شعره‏:‏ مجزوء الرمل اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي عللوا قلبي بذكرا - - ه فقد زاد لهيبي طاب هتكي في هواه بين واش ورقيب ليس من لام وإن أط - - نب فيه بمصيب جسدي راض بسقمي وجفوني بنحيبي ومن شعره أيضًا قوله من أبيات‏:‏ الكامل يا من يتيه على الزمان بحسنه اعطف على الصب المشوق التائه أضحى يخاف على احتراق فؤاده أسفًا لأنك منه في سودائه قلت‏:‏ وللكيزاني كلام في علم الطريق ولسان حلو في الوعظ وكان للناس فيه محبة ولكلامه تأثير في القلوب ولا يلتفت لقول الخبوشاني فيه لأنهما أهل عصر واحد وتهور الخبوشاني معروف كما سيأتي ذكره في وفاته إن شاء الله تعالى‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الله بن عباس الشيخ أبو عبد الله الحراني كان شهد عند القاضي أبي الحسن الدامغاني الحنفي وعاش حتى لم يبق من شهوده غيره‏.‏

وسمع الحديث وصنف كتابًا سماه روض الأدباء‏.‏

قال الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في تاريخه‏:‏ زرته يومًا وأطلت الجلوس عنده فقلت له‏:‏ ثقلت عليك‏.‏

فأنشدني - رحمه الله -‏:‏ الوافر لئن سميت إبرامًا وثقلا زيارات رفعت بهن قدري فما أبرمت إلا حبل ودي ولا ثقلت إلا ظهر شكري وفيها توفي يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد بن حسن الشيباني - قد رفع نسبه صاحب مرآة الزمان إلى عدنان - هو الوزير عون الدين أبو المظفر بن هبيرة‏.‏

ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة بقرية الدور من أعمال العراق وقرأ بالروايات وسمع الحديث الكثير وقرأ النحو واللغة والعروض وتفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وصنف الكتب الحسان‏.‏

وكان قبل وزارته فقيرًا فلما أضر الفقر بحاله تعرض للخدمة فجعله الخليفة المقتفي مشرفًا في المخزن ثم صار صاحب الديوان ثم استوزره فسار في الوزارة أجمل سيرة‏.‏

وكان دينًا جوادًا كريمًا‏.‏

دخل عليه الحيص بيص الشاعر مرة فقال له ابن هبيرة‏:‏ قد نظمت بيتين تقدر أن تعززهما بثالث قال‏:‏ وما هما قال‏:‏ البسيط زار الخيال بخيلا مثل مرسله ما شاقني منه إلا الضم والقبل ما زارني قط إلا كي يوافقني على الرقاد فينفيه ويرتحل فقال الحيص بيص من غير روية‏:‏ وما درى أن نومي حيلة نصبت لوصله حين أعيا اليقظة الحيل فأعجبه وأجازه‏.‏

وكانت وفاة ابن هبيرة في جمادى الأولى فجأة وله إحدى وستون سنة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو العباس أحمد ابن عبد الله ابن أحمد بن هشام بن الحطيئة الفاسي الناسخ المقرئ بمصر‏.‏

وأبو الندى حسان بن تميم الزيات‏.‏

والوزير أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي في شوال‏.‏

وأبو الحسن علي بن أحمد اللباد بأصبهان‏.‏

وعلي بن أحمد بن مقاتل السوسي الشاغوري‏.‏

وأبو القاسم عمر بن محمد بن البزري الشافعي فقيه الجزيرة‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن العباس الحراني العدل ببغداد‏.‏

والقاضي أبو يعلى الصغير شيخ الحنابلة محمد بن أبي خازم ابن القاضي أبي يعلى بن الفراء‏.‏

والشريف أبو طالب محمد بن محمد بن محمد بن أبي زيد العلوي البصري النقيب‏.‏

والوزير عون الدين يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني في جمادى الأولى فجأة وله إحدى وستون سنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وخمس عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

السنة السادسة من خلافة العاضد وهي سنة إحدى وستين وخمسمائة‏.‏

فيها هرب عز الدين محمد بن الوزير عون الدين بن هبيرة من دار الخلافة وكان صودر بعد وفيها توفي عبد العزيز بن الحسين بن الحباب أبو المعالي القاضي الجليس السعدي كان يجالس خلفاء مصر من بني عبيد فسمي الجليس‏.‏

وكان أديبًا مترسلا شاعرًا‏.‏

ومن شعره وأبدع‏:‏ الطويل ومن عجب أن الصوارم في الوغى تحيض بأيدي القوم وهي ذكور وأعجب من ذا أنها في أكفهم تأجج نارًا والأكف بحور وفيها توفي شيخ الإسلام تاج العارفين محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح موسى بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن أبي محمد المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي العلوي الجيلي الحنبلي السيد الشريف الصالح المشهور المعروف بسبط أبي عبد الله الصومعي الزاهد‏.‏

وكان يعرف بجيلان‏.‏

وأمه أم الخير أمة الجبار فاطمة بنت أبي عبد الله الصومعي‏.‏

مولده بجيلان في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة‏.‏

كان شيخ العراق صاحب حال ومقال عالمًا عاملا قطب الوجود إمام أهل الطريقة قدوة المشايخ في زمانه بلا مدافعة‏.‏

ومناقبه وشهرته أشهر من أن تذكر‏.‏

كان ممن جمع بين العلم والعمل أفتى ودرس ووعظ سنين ونظم ونثر وكان محققًا صاحب لسان في التحقيق وبيان في الطريق‏.‏

وهو أحد المشايخ الذين طن ذكرهم في الشرق وفيها توفي محمد بن حيدر بن عبد الله الشيخ أبو طاهر البغدادي الأديب الشاعر المعروف بابن شعبان‏.‏

ومن شعره من أول قصيدة‏:‏ الطويل خليلي هذا آخر العهد منكما ومني فهل من موعد نستجده وفيها توفي محمد بن يحيى بن محمد بن هبيرة أبو عبد الله عز الدين ابن الوزير عون الدين‏.‏

كان فاضلا كبير الشأن عظيم القدر‏.‏

ناب عن أبيه في الوزارة مدة ثم قبض عليه بعد موت أبيه وصودر وحبس ثم هرب من محبسه خوفًا على نفسه فلم يستتر أمره وأخذ وقتل خنقًا‏.‏

وكان من بيت علم وفضل ورياسة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو طاهر إبراهيم ابن الحسن بن الحصين الشافعي بدمشق‏.‏

وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي الشافعي في صفر وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏

وأبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي الفرضي في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة‏.‏

والحافظ أبو محمد عبد الله ابن محمد الأشيري - وأشير‏:‏ بين حمص وبعلبك - وأبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي بحلب‏.‏

والقدوة الشيخ عبد القادر الجيلي شيخ العراق وله تسعون سنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثلاث وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة السابعة من خلافة العاضد وهي سنة اثنتين وستين وخمسمائة‏.‏

فيها تزوج الخليفة المستنجد بالله بابنة عمه أبي نصر بن المستظهر ودخل بها في شهر رجب ليلة الدعوة التي كان يعملها في كل سنة للصوفية وغيرهم وغنى المغني‏:‏ الطويل يقول رجال الحي تطمع أن ترى محاسن ليلى مت بداء المطامع وكيف ترى ليلى بعين ترى بها سواها وما طفرتها بالمدامع وتلتذ منها بالحديث وقد جرى حديث سواها في خروق المسامع وكان مع الصوفية رجل من أهل أصبهان فقام قائمًا وجعل يقول للمغني‏:‏ أي خواجا كفت وهو يكرر ذلك والمغني يعيد الأبيات حتى وقع الرجل ميتًا فصار ذلك الفرح مأتمًا وبكى الخليفة والصوفية ولا زالوا يتراقصون حوله إلى الصباح فحملوه إلى الشونيزية فدفنوه بها وكان له مشهد عظيم‏.‏

وفيها عاد الأمير أسد الدين شيركوه بعساكر دمشق إلى مصر وهي المرة الثانية‏.‏

وقد تقدم ذلك كفه في ترجمة العاضد‏.‏

وفيها احترقت اللبادون وباب الساعات بدمشق حريقًا عظيمًا صار تاريخًا‏.‏

وسببه أن بعض الطباخين أوقد نارًا عظيمة تحت قدر هريسة ونام فاحترقت دكانه ولعبت النار في اللبادين وغيرها إلى أن عظم الأمر‏.‏

وفيها توفي أحمد بن علي بن الزبير القاضي الرشيد‏.‏

كان أصله من أسوان وسكن مصر وكان من شعراء شاور بن مجير السعدي وله فيه مدائح إلا أنه لم ينج من شر شاور اتهمه بمكاتبة أسد الدين شيركوه فقتله‏.‏

وكان فاضلا شاعرًا وله التصانيف المفيدة من ذلك كتاب جنات الجنان ورياض الأذهان ذيل به على اليتيمة‏.‏

ومن شعره‏:‏ الطويل تواطا على ظلمي الأنام بأسرهم وأظلم من لاقيت أهلي وجيراني لكل امرئ شيطان جن يكيده بسوء ولي الورى ألف شيطان وفيها توفي يحيى بن عبد الله بن القاسم القاضي تاج الدين الشهرزوري‏.‏

كان إمامًا فاضلا شاعرًا فصيحًا مات بالموصل‏.‏

ومن شعره يوازن قصيدة مهيار التي يقول فيها‏:‏ المتقارب وعطل كؤوسك إلا الكبار تجد للصغار أناسًا صغارًا وفيها توفي محمد بن الحسن بن محمد بن علي العلامة أبو المعالي بن حمدون الكاتب الملقب كافي الكفاة بهاء الدين البغدادي‏.‏

كان فاضلا ذا معرفة تامة بالأدب والكتابة من بيت مشهور بالرياسة والفضل هو وأبوه وأخواه أبو نصر وأبو المظفر‏.‏

وأبو المعالي هذا هو مصنف كتاب التذكرة وهو من أحسن التصانيف يشتمل على التاريخ والأدب والأشعار وقفت عليه وهو في غاية الحسن‏.‏

وكان ابن حمدون المذكور صاحب ديوان الخليفة المستنجد العباسي وروي عن المستنجد قول أبي حفص الشطرنجي في جارية حولاء وهو‏:‏ الطويل حمدت إلهي إذ بليت بحبها وبي حول يغني عن النظر الشزر نظرت إليها والرقيب يخالني نظرت إليه فاسترحت من العذر وقال ابن خلكان‏:‏ إنه توفي ببغداد في يوم الأربعاء من شهر رجب سنة خمس وسبعين وخمسمائة بخلاف ما ذكرناه من قول أبي المظفر‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ فيها توفي أبو البركات الخضر ابن شبل بن الحسين بن عبد الواحد خطيب دمشق‏.‏

والحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني تاج الإسلام محدث خراسان في شهر ربيع الأول وله ست وخمسون سنة‏.‏

وأبو عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الزاهد‏.‏

وجمال الأئمة بن الماسح أبو القاسم علي بن الحسن الكلابي الدمشقي في ذي الحجة‏.‏

وأبو الحسن علي بن مهدي بن الهلال الغبيب‏.‏

والعلامة أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي ثم البلخي‏.‏

وأبو عاصم قيس بن محمد السويقي المؤذن‏.‏

وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المصري الكيزاني الواعظ في المحرم‏.‏

وأبو المعالي محمد بن محمد بن محمد في شهر ربيع الآخر‏.‏

والمبارك بن المبارك بن صدقة السمسار‏.‏

وأبو طالب المبارك بن خضير الصيرفي‏.‏

وأبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي في رجب وله مائة سنة‏.‏

وأبو القاسم هبة الله بن الحسن الدقاق في المحرم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وثلاث وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الثامنة من خلافة العاضد وهي سنة ثلاث وستين وخمسمائة‏.‏

فيها أبيع الورد ببغداد مائة رطل بقيراط وحبة‏.‏

وفيها زاد ظلم أبي جعفر بن البلدي وزير الخليفة واستغاث أهل بغداد منه‏.‏

وفيها توفي ظافر بن القاسم الأديب أبو منصور الجذامي الإسكندري المعروف بالحداد الشاعر وفيها توفي ظافر بن القاسم الأديب أبو منصور الجذامي الإسكندري المعروف بالحداد الشاعر المشهور‏.‏

كان فصيحًا فاضلا بليغًا‏.‏

وشعره في غاية الحسن‏.‏

وهو صاحب القصيدة الذالية التي أولها‏:‏ الكامل لو كان بالصبر الجميل ملاذه ما سح وابل دمعه ورذاذه ما زال جيش الحب يغزو قلبه حتى وهي وتقطعت أفلاذه لم يبق فيه من الغرام بقية إلا رسيس يحتويه جذاذه من كان يرغب في السلامة فليكن أبدًا من الحمق المراض عياذه لا تخدعنك بالفتور فإنه نظر يضر بقلبك استلذاذه يا أيها الرشأ الذي من طرفه سهم إلى حب القلوب نفاذه در يلوح بفيك من نظامه خمر يجول عليه من نباذه وقناة ذاك القد كيف تقومت وسنان ذاك اللحظ ما فولاذه رفقًا بجسمك لا يذوب فإنني أخشى بأن يجفو عليه لاذه هاروت يعجز عن مواقع سحره وهو الإمام فمن ترى أستاذه مالي أتيت الحدث من أبوابه جهدي فدام نفاره ولواذه إياك من طمع المنى فعزيزه كذليله وغنيه شحاذه ومنها‏:‏ دالية ابن دريد استهوى بها قومًا غداة نبت به بغداذه دانوا لزخرف قوله فتفرقت طمعًا بهم صرعاه أو جذاذه ويحكى أن ابن ظفر أمير الإسكندرية أحضره مرة ليبرد له خاتمًا قد ضاق في خنصره فقال ظافر المذكور‏:‏ السريع قصر عن أوصافك العالم فاعترف الناثر والناظم من يكن البحر له راحة يضيق عن خنصره الخاتم وكانت وفاته في هذه السنة‏.‏

وقال ابن خلكان‏:‏ في سنة تسع وعشرين وخمسمائة‏.‏

وفيها توفي عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار الإمام الحافظ أبو سعيد بن السمعاني التميمي مولده بمرو‏.‏

وكان إمامًا فاضلا محدثًا فقيهًا‏.‏

ذيل على تاريخ أبي بكر الخطيب ورحل إلى دمشق‏.‏

قال ابن عساكر ثم عاد من دمشق إلى بغداد فسمع تاريخ الخطيب وذيله وعاد إلى خراسان وعبر النهر وحدث ببلخ وهراة‏.‏

وصنف كتابًا سماه فرط الغرام إلى ساكني الشام وأرسل به إلى دمشق وهو بخطه في ثمانية أجزاء تشتمل على أخبار وحكايات‏.‏

ومات بمرو في شهر ربيع الأول‏.‏

وفيها توفي الأمير زين الدين علي بن بكتكين بن مظفر الدين كوكبوري المعروف كوجك التركي‏.‏

كان حاكمًا على الموصل وغيرها وكان حسن السيرة عادلا في الرعية‏.‏

وكان أولا بخيلا مسيكًا ثم إنه جاد في آخر عمره وبنى المدارس والقناطر والجسور‏.‏

وحكي أن بعض الجند جاءه بذنب فرس وقال له‏:‏ مات فرسي فأعطاه عوضه وأخذ ذلك الذنب آخر وجاءه به وقال له‏:‏ مات فرسي فأعطاه عوضه ولا زال يتداول الذنب اثنا عشر رجلا وهو يعلم أنه الأول ويعطيهم الخيل‏.‏

فلما أعجزوه أنشد‏:‏ الكامل ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي فعلموا أنه علم فتركوه‏.‏

ولما كبر سنه سلم البلاد إلى قطب الدين مودود وقال له‏:‏ إنك لا تنتفع بي فقد كبرت وضعفت قوتي وخانني سمعي وبصري‏.‏

وكان الأتابك زنكي قد أعطاه إربل فمضى إليها وأقام بها حتى مات في ذي الحجة‏.‏

وكانت أيامه على الموصل إحدى وعشرين سنة ونصف‏.‏

وملك بعده ابنه زين الذين يوسف بن علي بن مظفر الدين كوكبوري‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الحميد أبو الفتح علاء الدين الرازي السمرقندي صاحب التعليقة والمعترض والمختلف على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه‏.‏

وكان إمامًا بارعًا مفتنًا كان من فرسان الكلام قدم بغداد وناظر وبرع وفاق أهلها‏.‏

وكان شحيحًا بكلامه فكانوا يورثون عليه أسئلة وهو عالم بأجوبتها فيكاد ينقطع ولا يذكرها لشحه ولئلا تستفاد منه وعلم ذلك منه علماء عصره‏.‏

وقيل‏:‏ إنه تنسك وترك المناظرة مع شهادة أهل عصره من العلماء له بالسبق والفضيلة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو المعالي أحمد ابن عبد الغني الباجسرائي‏.‏

والقاضي الرشيد أبو الحسين أحمد بن علي بن الزبير الأسواني الكاتب بمصر‏.‏

وأبو المظفر أحمد بن محمد بن علي الكاغدي في رجب ببغداد‏.‏

وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي في ذي الحجة‏.‏

وأبو المناقب حيدرة بن عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي في ذي الحجة بالكوفة‏.‏

وأبو طاهر الخضر بن الفضل الصفار ويعرف بزحل في جمادى الأولى وله إجازة عالية‏.‏

وأبو الفضل شاكر بن علي الأسواري‏.‏

وأبو محمد عبد الله بن علي الطامذي المقرئ بأصبهان في شعبان‏.‏

والشيخ العلامة أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروري عن ثلاث وسبعين سنة‏.‏

وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن الألوسي بن تاج القراء‏.‏

وعمرو بن سمان البغدادي‏.‏

وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن محمد بن الصابئ‏.‏

والشريف الخطيب أبو الفتوح ناصر بن الحسن الحسيني المقرئ بمصر‏.‏

وأبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن ياسر الجياني الأندلسي‏.‏

ونفيسة بنت محمد بن علي البزازة‏.‏

والصائن هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عساكر في شعبان وله خمس وسبعون سنة‏.‏

وأبو المظفر هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن السمرقندي‏.‏

وأبو الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى‏.‏

ومدرس النظامية أبو الحسن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثلاث وعشرون إصبعًا‏.‏